
صانعة المحتوى «أم فايا»: تشرفت بتدريب 150 طالبًا على الأداء الصوتي.. والسوشيال ميديا أساسها التسلية
"الأداء الصوتي يستهويني، ودراسة الإعلام ثقلت من قدراتي على صناعة المحتوي"، هكذا تعرِّف صانعة المحتوى المصرية «سيرا يوسف» والشهيرة بـ«أم فايا»- خريجة كلية الآداب جامعة بنها قسم إعلام- عن نفسها، والتي اشتُهرت بمحتواها المتنوع المحلى بالبهجة على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي. ومما زاد في شهرتها -ربما- هو مشاركتها بعض تفاصيل حياتها على مواقع التواصل الاجتماعي رفقة ابنتها الصغرى فايا؛ بتقديمها لنصائح تربوية قيمة للأمهات عن سبل التربية السديدة؛ منتشية بما مرت به من تجارب حياتية؛ كانت سببًا في إكسابها كم كبير من الخبرات؛ فعزمت على تعزيز متابعيها بها وما أكثرهم؛ إذ تحظى «أم فايا» بعدد متابعين يتجاوز الـ 3.5 مليون متابعًا، على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «تيك توك»، ويقترب من المليون على «يوتيوب».
بجانب احترافها صناعة المحتوى إلا أن لـ«أم فايا» باع كبير مع الأداء الصوتي والذي يعد -على حد تعبيرها- شغلها الشاغل ومصدر رزقها، ولعل هذا الشغف يشكل مدخلًا أساسيًا لشخصيتها العازمة على المضي قدمًا نحو تقديم كل ما هو مفيد مجتمعيًا وينفع الناس في حياتهم، ويكون ونسًا لهم في يومهم.
تبدع «أم فايا» في الأداء الصوتي، وتطل على شاشات المحمول من خلال مختلف صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لنشر محتوى ثري ولايت خالِ من الابتذال، كما أنها بجانب هذا وذاك تعد أُمًا لطفلة، وزوجة عاملة، إذ شرفت على تدريب مئات الطلاب من مختلف الجامعات المصرية على الأداء الصوتي؛ لتكون «أم فايا» -حسبما وصفها جمهورها- نموذجًا راقيًا للمرأة المصرية الملهمة والمؤثرة اجتماعيًا.
التقيها «مصر الآن» في هذه الدردشة السريعة، وكان معها هذا الحوار:
* بداية.. حدثينا عن كواليس تقديمك لمقاطع فيديو لايت خفيفة كوميدية رفقة ابنتك فايا، وأخرى حول طرق التعامل مع الأبناء والتربية، فكيف توفقين بين هذا وذاك، وماذا عن كواليس صناعة هذه الفيديوهات والعمل عليها؟
ما أواظب على نشره من فيديوهات بشتى صورها ومكنونها على مختلف صفحاتي على مواقع التواصل الاجتماعي في الأغلب لا تكون مقصودة، كل ما هنالك أن الأمر يكون وليد اللحظة، إذ أمر يوميًا بتجارب كثر إبان فترة تجولي في الشارع، أو مكوثي العمل، أو في البيت، فمن منا لا يمر يوميًا بكثير من المواقف التي تطرأ على حياته، ومن هنا كانت فكرة إنشاء ما اشتُهرت به بين المتابعين؛ بنشري لمقاطع فيديو ما بين لايت كوميدية رفقة ابنتي فايا، وأخرى مُدججة بالنصائح التربوية والعملية؛ لأنقل خبراتي للأمهات وأشارك معهم تجاربي الحياتية، والتي بالمناسبة ليست بالتجارب أو المواقف "الجديدة من نوعها" بل إنها تتشابه مع ما تمر به أي أم في حياتها الأمومية من معضلات وتساؤلات تمكنت من خلال صفحاتي من تركيز الضوء عليها وفتح حيز تواصل بيني وبين الأمهات.
كما أنني أنصح دائمًا الأمهات والمتابعين بشكل عام من الاهتمام بالقراءة والاستعانة بذوي التخصص؛ لمساعدتهم على تربية ذويهم، فهذا لا يعد عيبًا على الاطلاق، ولقد لجأت مؤخرًا لهذا الأمر مع ابنتي، وأنصح كل أم على الإقدام على مثل هذه الخطوة حال أحست بخللٍ ما في حيثيات التواصل مع أطفالها؛ نظرًا للانشغالات اليومية.
* درستِ الإعلام بآداب بنها، فهل دراستك هذه كانت سببًا في إكسابك ثقلًا لغويًا في تواصلك مع العامة بطريقة سلسة تتمكنين من خلالها من توصيل ما تقدمينه من محتوى إليهم بشكلٍا جذاب يلقى الإعجاب، وهل دخول عالم الإعلام ينصب ضمن حيز اهتماماتك المستقبلية؟
بالطبع دراستي للإعلام أكسبتني ثقلًا لغويًا وحضورًا بهيًا -ربما- أمام الشاشة، وفهم السوشيال ميديا فهمًا صحيحًا. دراستي للإعلام كانت لها اليد العليا في التعامل بصوتي والعمل به؛ ليكون مصدرًا لكسب لقمة العيش، أتذكر حين أقبلت على إنشاء أول شركة لي مع صناعة السوشيال ميديا، وكان الفضل في هذا يعود إلى دراستي للإعلام في كلية الآداب جامعة بنها والتي تخرجت فيها عام 2016. فعند إنشائي لشركتي الأولى، كنت قبلها بخمس سنوات أدرس التسويق في الكلية، وهذا ما ساعدني على إنشاء الشركة آنئذ معتمدة على ما اكتسبته من معلومات قيمة إبان فترة دراستي الجامعية.
وأؤكد لك أن التحدث بلباقة وأسلوب يتعممه البلاغة والمصداقية والرصانة في توفيق الكلمات واستخدام معانِ خاصة يثني عليها المستمعين، كلها أمور تحتاج بكل تأكيد إلى الموهبة بجانب الدراسة، وكان كرمًا من الله بأن أمتلكت بعضًا من مفاتيح مفاتيحها؛ والتي تتمكني من إيصال ما أود الإفصاح عنه للمتابعين بسلاسة ويسر، وتساعدني أيضًا في إقناع ابنتي بإرشاداتي في المنزل.
نعم العمل بالإعلام يدخل ضمن حيز اهتماماتي المستقبلية، لقد عملت في العديد من الشركات من قبل، ولدي علاقات جيدة بالوسط الإعلامي في مصر؛ وأتمنى بأن أخطو على على هذه الخطوة عن قريب بإذن الله.
* عشتِ فترة طويلة من حياتك -حسب ما نُقل عنكِ- تقومين بتسجيل كتب صوتية، فما أبرز إنجازاتك في هذا المجال والكتب التي عملتِ عليها وتنصحين الناس بها، وماذا تمثل القراءة بالنسبة لك، وما سبب اضمحلال القراءة في مجتمعنا بشكل كبير بالنسبة للجيل الصاعد؟
الحديث عن إنجازاتي مع عالم الأداء الصوتي حديث ذو شجون، القصة استهلت معي خلال طور دراستي الثانوية حين كنت آنئذ عضو بجمعية رسالة؛ حيث بدأ الأمر معي خلال هذه الحقبة بتسجيلي كتب صوتية للمكفوفين، والذين يعد بالنسبة لهم الاعتماد على الاستماع للكتب أكثر سهولة من طريقة برايل والتي تحتاج منهم جهدًا شاقًا؛ لإكمال قراءة الكتاب، حقًا كانت لحظة استثنائية بالنسبة لي، فهل هنالك في الدنيا ما هو أجمل من مساعدة الآخرين على تحقيق مبتغاهم، أو أن تكون نبرة صوتك خالدة في أذهانهم يتذكرونك بها!.
وعلى الرغم من أنني أشرفت على الأداء الصوتي لعدد لا بأس به من الأعمال المكتوبة، وأمتلك القدرة على قص مئات من الصفحات المكتوبة باحترافية، إلا أنني أجد -حسبما يغلب إلى ظني- أن النجاح في هذا المجال خصيصًا لا يُقاس بالكم، بل بما يبقى ويستمر في نسغ السنين، والحمد لله أشرفت على تسجيل مناهج تعليمية في مختلف المواد في المرحلة الابتدائية والإعدادية باللغتين العربية والإنجليزية لإحدى المنصات، والذي أعده هو الآخر من أهم إنجازاتي في المجال منذ أن بدأته منذ سنوات.
ويجب أن يعي الناس بأن المؤدي الصوتي فنان ذو موهبة، فمصر على مدار السنين كانت منارة للإذاعة حول العالم، فمن ينسى على سبيل المثال "هنا القاهرة"، أو البرامج الإذاعية التي نشأنا وترعرعنا عليها منذ نعومة أظفارنا، فمصر تعج بفطاحل إذاعية لها ما لها من الحب والمكانة في قلب كل مصري ومصرية.
وعن القراءة فلم ولن تضمحل أبدًا، نعم نسبة القراء خفتت بشكلًا كبير مؤخرًا وحل بها ما حل؛ بسبب دخول السوشيال ميديا البيوت؛ حتى باتت جزءً لا يتجزأ من حياتنا؛ فسهلت على الكثير منا سبل الوصول إلى المعلومات، ولكنني أنصح كل شخص بأن يخصص ورد من القراءة شهريًا، وهذا ما أفعله حتى وإن لم يكن بنمطٍ مستمر، لكن حقًا القراءة تستهويني.
* ما هي أحلامك الخاصة بالنسبة للأداء الصوتي؟
الأداء الصوتي يستهويني حاله حال القراءة، وأحلامي مع المجال الصوتي تجوب الآفاق، أعمل للتو على إنشاء ورش عالية التقنية؛ لتعليم الأداء الصوتي لكل ساعٍ نحو احتراف هذا المجال، والحمد لله انتهيت مؤخرًا من تدريب 150 طالبًا بمختلف الجامعات المصرية على هذا المجال من خلال ورش صغيرة، وأسعى خلال الفترة المقبلة إلى إحداث طفرة نوعية بهذا المجال في مصر بإذن الله.
* ماذا تعد السوشيال ميديا بالنسبة لك، ورأيك فيما يقدم عليها من محتوى؟
منصات السوشيال ميديا من وجهة نظري أساسها التسلية، نعم هناك كم كبير من المحتوى البناء الذي يقدم عبر هذه المنصات، ولكن على الأغلب فالكثير منا يدخل إلى السوشيال ميديا؛ لـ"يروق عن نفسه شوية" من خلال مشاهدة مقاطع فيديو كوميدية أو متابعة أخبار العالم والتطورات التي تطرأ عليه، وأؤكد لك بأن أهم ما في المحتوى بأن يكون خالِ من الابتذال الذي فاش في هذه الأيام بكل أسف.
أتعامل في المنزل بحزم مع السوشيال ميديا، فابنتي قد تكون منعزلة عن السوشيال ميديا بخلاف مقاطع الفيديو التي نصورها سويًا، والتي بالمناسبة تكون بناءً على طلب منها، وعند تصفحها السوشيال ميديا أُفلتر أي محتوى أرى أنه من الممكن أن يشكل خطرًا عليها.
* ماذا تمثل الإشادات بالنسبة لك، وعلى النقيض كيف تتعاملين مع النقد والتعليقات السلبية حال تواجدت؟
الإشادات تسعدني بكل تأكيد على مواصلة ما أقدمه من محتوى، أسعد بأن محتواي يلقى الاستحسان من قبل الكثيرين، وعن النقد الهدام والتعليقات السلبية فبكل تأكيد كانت تزعجني. كانت؟ نعم؛ لأنني الآن صرت أكثر وعيًا عن ذي قبل، البعض يظن أنه عندما يكتب تعليق غير لبق بأنني لا أرى هذا، ولكنني أرى أغلب ما يُكتب وأتحفظ على الرد على التعليقات غير الجيدة؛ فلماذا أُدخل نفسي في بوتقة جدال مع شخصًا ما لمجرد كتاباته لتعليق خارج؛ فكتابته لتعليقات مثل هذه إنما تنم عن سلوكة وخلقه وبيئته، ودائمًا أترفع عن الدخول في مثل هذه المشاحنات مع مثل هؤلاء الأشخاص.
* أخيرًا.. رأيك في ظاهرة انجذاب مشاهير التيك توك نحو التمثيل والدراما؛ نظرًا لقاعدتهم الجماهيرية الكبيرة والتي تضمن نجاح العمل، وهل تفكرين في خوض هذه التجربة مستقبلًا؟
الفن ليس حكرًا على أحد، والموهبة هي من تفرض نفسها في النهاية، وأساس الفن الجيد هو الصدق والإحساس بالدور المقدم سواء أكان الأداء خارج من فنان أو بلوجر أو غيره، فإن وجد الأداء الجيد والإتقان لمعالم الشخصية وجوانبها، كان النجاح.
ولا أطمح حقيقة للمضي لمثل هذه الخطوة؛ لأن رسالتي تكمن في قدراتي الصوتية وليس المرئية، ولكن فايا أجد فيها مشروع نجمة (تضحك) من الممكن بأن تسلك فايا هذا المسار مستقبلًا إن شاء الله.


استطلاع راى
هل تؤيد تعديل قانون الإيجار القديم بما يضمن تحقيق توازن بين حقوق المالك والمستأجر؟
نعم
لا
اسعار اليوم
